قصة سندريلا الفصل الرابع: الحفلة ومنتصف الليل
الفصل الرابع: الحفلة ومنتصف الليل
أحدث وصول سندريلا إلى حفلة الأمير جلبةً كبيرة، وراح الحرس على باب القصر يرحبّون بهذه الأميرة التي لم يسبق لأحد أن رآها أو سمع عنها، وانطلق بعضهم لإخبار الأمير بأن أميرة قد وصلت الحفل، ولا بد أن يستقبلها.[٤] وهذا ما حدث بالفعل، فعندما رأى الأمير سندريلا فُتن بجمالها، واهتم بها وحدها دون باقي الحضور، بقي جالساً جنبها طوال الوقت، وتناول العشاء معها، ولم يكفّ عن محادثتها.[٤] لم يكن الأمير وحده من أُخذ بجمال سندريلا وأناقتها، فقد شاركه في ذلك الحضور متسائلين عن هذه الأميرة التي ظهرت فجأة، ومن أين جاءت. وزوجة أبي سندريلا وابنتيها لم يكنّ استثناءً، فقد أُعجبا بها وأخذن يتحدثن عنها طوال الحفل، وأثناء طريق العودة، وحتى بعد وصولهنّ إلى المنزل، فقد أخذن يخبرن سندريلا عن تلك الأميرة التي سلبت عقل الأمير.[٤] لم تنس سندريلا وصية المرأة، فقبل أن تدق الساعة الثانية عشرة، استأذنت الأمير والحضور، وغادرت الحفلة بعد أن وعدت الأمير أن ترجع إلى الحفلة في الغد. ودّعها الأمير، ورجع إلى قصره منتظراً عودة هذه الأميرة الفاتنة في الغد. في الليلة التالية أعيدت الكرّة. فغادرت الزوجة وابنتيها إلى الحفلة، وتركن سندريلا بثيابها البالية لتقوم بأعمال المنزل، ورجعت المرأة وفعلت مع سندريلا ما فعلته الليلة السابقة، ولكن فستان الليلة كان أكثر جمالاً. وانطلقت سندريلا إلى الحفلة بعد أن ودّعتها المرأة وذكّرتها بضرورة عودتها قبل انتصاف الليل.[٤] وصلت سندريلا الحفلة، وحبس الحضور أنفاسهم لجمالها وأناقتها، ورافقها الأمير كظلّها طوال الحفلة، ولم يلتفت لفتاة سواها، ولم يرقص إلّا معها. وسندريلا بدورها كانت سعيدة بكل هذا لدرجة أنّها نسيت نفسها، ونسيت أن عليها المغادرة، ولم تنتبه للوقت الذي انقضى سريعاً إلّا عندما دقت الساعة معلنة انتصاف الليل.[٤] كان الأمير في تلك اللحظة يقدم خطبة للحضور، ونظر حوله فانتبه لغياب الفتاة الجميلة، فقد انطلقت سندريلا تركض مسرعة خارج القاعة قبل أن يرجع فستانها إلى حالته الأولى. ولأنها ركضت مسرعة ففقدت فردة من حذائها على الدرج، ولم تستطع أن تلتقطه خشية أن يفوتها الوقت.[٤] لحقها الأمير راكضا خلفها، وتاركاً الحفل وراءه، إلّا أن أميرته كانت قد اختفت، وعربتها، وجيادها، وخدمها كلها قد اختفت هي الأخرى، ولم يبقَ أي أثر لها سوى فردة الحذاء الزجاجي الذي أفلت من قدمها على الدرج، فالتقطه الأمير، وعاد إلى قصره حزيناً.[٤]
الفصل الأخير: حذاء سندريلا
مضت أيام على الأمير وهو في حالة من الحزن والاكتئاب بسبب اختفاء تلك الفتاة التي لم يبقَ له من أثرها سوى فردة من حذائها، ولم يعرف كيف يمكن أن يجدها. وبقي الحال كذلك إلى أن خطرت له فكرة، باشر بتنفيذها في الحال.[٤] نادى كبير الحرس في قصره، وأمره أن يأخذ فردة الحذاء الصغيرة تلك، ويلف بها على كل بيوت البلد، معلناً أن الأمير سيتزوّج بالفتاة التي سيناسب الحذاء قدمها. وانطلق كبير الحرس فوراً لتنفيذ ما قاله الأمير.[٤] وطال الأمر، فلم تدخل قدم أي فتاة في الحذاء الزجاجي الصغير رغم محاولة كل فتاة أن تجبر قدمها على الدخول في الحذاء. وظل الوضع على حاله إلى أن وصل الحرس إلى بيت سندريلا.[٤] بالطبع، تسابقت الأختان على قياس الحذاء الذي لم يكن حتى قريباً من قياس أقدامهما. ثم كانت المفاجأة. فبعد أن سخرت الزوجة والفتاتان من سندريلا عندما أرادت أن تقيس الحذاء وحاولتا منعها، طلب كبير الحرس منهن الابتعاد عنها، فقد كانت أوامر الأمير واضحة بأن يمر الحذاء على كل فتيات البلدة دون استثناء.[٤] دخلت قدم سندريلا في الحذاء بسلاسةٍ ودون أدنى مجهود، فقد كان ملائماً لقدمها تماماً، كيف لا وهو قد صنع لقدمها على وجه التحديد. صُعقت الفتاتان وأمهما عندما شهدن ما حدث، خاصّة بعد أن أخرجت سندريلا الفردة الثانية للحذاء من جيبها، ولم يقف الأمر عند ذلك، فقد ظهر طيف أمها مرّة أخرى، ولم يكن باستطاعة أحد أن يراه سوى سندريلا، وأشارت المرأة الطيف بعصاها إلى سندريلا كما فعلت سابقاً، فتحولت ملابس سندريلا البالية مرة أخرى إلى ملابس فاتنة تماماً كتلك التي حضرت بها حفلات الأمير، وارتسمت بسمة كبيرة على وجه كبير الحرس الذي كان فرحاً لأنه استطاع أن يجد الفتاة التي يبحث عنها أميره، وبالتالي فقد استطاع أن ينهي معاناة الأمير.[١] ألقت الفتاتان بنفسيهما أمام سندريلا، وطلبتا منها السماح على ما فعلنه بها، وسندريلا بدورها عفت عنهما، وقالت لهما أنّها لا تحمل في قلبها أي كره أو حقد عليهما، وودّعتهما وانطلقت مع الحرس إلى قصر الأمير، الذي سعد كثيراً برؤيتها، فزال همّه، وعادت الحياة لتدب في عروقه من جديد.[١] وبعد أيّام تزّوجت سندريلا من الأمير، وأقاما حفل زفاف مهيب، وسندريلا بقلبها ناصع البياض وروحها الطيبة، دعت الفتاتان لتعيشا في قصر الملك، وزوّجتهما باثنين من كبار الموظّفين في البلاط الملكيّ.[١]
